كتب رئيس التحرير: خالد صادق
ضج العالم الاوروبي على مستوى البرلمانات والحكومات بعد ان بلغ الغضب الشعبي مبلغه وبات الشارع الاوروبي في معظمه غاضب من سياسة اسرائيل والادارة الامريكية في وجه الفلسطينيين وما صاحبها من زيادة مرعبة في جرائم القتل والهدم والتجويع والتشريد والتعنت والصلف والعنجهية والنازية والفاشية التي لا تتناسب مع مباديء الانسانية والعدالة والحريات .
شهدت العديد من العواصم الاوروبية في هولندا والنرويج وايطاليا وبريطانيا واسبانيا وفرنسا ومن قبلهم امريكا ودول اوروبية اخرى حراك جماهيري ضاغط مطالبين بوقف العدوان الصهيوني على قطاع غزة وادخال المساعدات فورا ومنع التهجير والتجويع والإبادة الجماعية مستندين على التشريعات السياسية الانسانية والمواثيق والاعراف الدولية التي طالما تغنى بها الغرب وروج لها تحت بند الحريات والعدالة والقيم الانسانية.
الصحافة العبرية تحدثت عن تسونامي اوروبي انفجر في وجه اسرائيل مما قد يؤدي الى عزلتها ووصفت التهديدات التي لوحت بها دول اوروبية في وجه اسرائيل بالغاء اتفاقيات التجارة الحرة معها والاعتراف بدولة فلسطين ووقف الدعم العسكري واستدعاء السفراء الاسرائيليين في بلدانهم وابلاغهم بمثل هذه القرارات تسونامي اوروبي يعصف باسرائيل وسيؤدي الى عزلتها ومقاطعتها والتبرؤ منها.
غير ان مواقف الدول الاوروبية رغم اهميتها وتفردها لكنها لا زالت مجرد شعارات لم تطبق بعد على ارض الواقع ونشعر انها جاءت بضغط شعبي اوروبي متزايد وليس برغبة ورضا من الحكومات الاوروبية لانها بقيت مجرد تهديدات لم تطبق على ارض الواقع فعليا رغم استمرار حرب الابادة الجماعية التي يشنها الاحتلال الصهيوني على قطاع غزة منذ اكثر من ثمانية عشر شهرا .
اسرائيل ورغم الكابوس الذي تعيشه والصدمة من موقف العديد من الدول الاوروبية والضغط المتزايد لانهاء العدوان الدموي وحرب الابادة على غزة لا زالت قادرة على تنفيذ مخططها الاستعماري في قطاع غزة ولم تشعر بعد بضغط حقيقي تماما كما حراك الشارع الاسرائيلي على استحياء للمطالبة بالافراج عن الاسرى الاسرائيليين لدى المقاومة هذا الحراك لم ينتج شيئا ولم يكن ضاغطا بشكل كبير على نتنياهو وحكومته التي استطاعت التعامل مع هذا الحراك بمسكنات مرحلية ووعودات كاذبة فاستطاعت الحكومة التعامل معه على مدار ثمانية عشر شهرا دون استجابة وهى تخطط للتعامل مع الحراك الاوروبي بنفس النهج والطريقة وتراهن على سياسة التىئيس والضغط لوقف حراك الشارع الاوروبي والالتفاف على قرارات الحكومات الاوروبية ومواقفها التي بقيت حتى الان مجرد حبر على ورق.
اسرائيل اعتادت على التصدي لكل من يعترض على سياستها الدموية بوصفه معاد للسامية ولكنه لا يستطيع ان يصف كل تلك الدول الاوروبية التي تدعمه سياسيا واقتصاديا وعسكريا انها معادية للسامية لانه لا يريد ان يخسرها خاصة انه يعلم ان امريكا ايضا لها تحفظات على سياسة حكومة نتنياهو فاصبح يلوح بشعارات اخرى انه يواجه ارهاب السابع من اكتوبر ويدافع عن مصالح امريكا والغرب وانه يخوض حرب وجودية كما يزعم.
الموقف الاوروبي سيبقى مرهون باستمرار حراك الشارع الاوروبي وضغطه على الحكومة ونخشى ان تستمر الحكومات الاوروبية في دائرة التلويح والتهديد دون خطوات حقيقية للجم اسرائيل ووقف ابادتها للشعب الفلسطيني في المقابل تبقى استكانة الشارع العربي والاسلامي محل تساؤل واستغراب لم نجد له اجابة بعد لكننا في نفس الوقت لم نفقد الامل وسنبقى ننتظر.
التعليقات : 0